كان موضوع المياه شاغل فكري، منذ ربع قرن تقريباً، وما يزال، وكنت من الذين عنوا بالماء، والاتفاقيات التي أقيمت من أجلها، والمؤتمرات والندوات، ودراسة ما يتعلق بها، وفكرت بعمل أقوم من خلاله بجلب الانتباه، وتنبيه الأفكار، إلىى هذه النعمة العظيمة، فهي أصل الحياة، وسبب دوامها واستمرارها.
وقد عملت بفضل الله تعالى في مجالات البحث في التنقيب والحفر والدراسات الجيولجية والهيدرولوجية والهيدروجيولوجية، ثم أكرمني الله بأن أعمل في حقل المياه الدولية، فسارعت أولاً إلى دراسة التشريعات المائية القديمة، التي وصلت إلينا بعض نصوصها، فاطلعت على قوانين أور نمو (2112 – 2095) ق.م، ولا سيما الأسطر (150-151-152) حيث ذكر فيها صراحة عبارة عن ضفة نهرالفرات وضفة دجلة، واطلعت أيضاً على قوانين أشنونا الذي عاش حوالي العام 2000 ق.م ، والموجودة في متحف العراق برقم (51059 و 52614) لا سيما رقم (50) منها، الذي أظهر اسم مدير مصلحة المياه.
كما اطلعت على شريعة حمورابي (1792 – 1750) ق.م ، لا سيما الأرقام (53 و 55 و 56) من النص الكامل لشريعته…